مركز اليمن

بالرغم من أجواء السلام: لازلت مخاطر اندلاع جولة جديدة من القتال العنيف قائمة

مقدمة:
على الرغم مِن أنَّ التطورات في اليمن تسير في اتجاه تهدئة أوسع بفعل السياسات الإقليمية التي تميل إلى خفض التصعيد، وبخاصة التوجهات السعودية، إلَّا أنَّ إمكانية انزلاق البلاد إلى جولة جديدة مِن الحرب يظلُّ أمرًا واردًا، وللأسف الشديد؛ فإذا ما انزلقت البلاد إلى هذا المسار، فإنَّ الحرب قد تكون أعنف مِن سابقتها للأسباب التالية:
حالة الزهو المركَّب لدى الحوثيين، نتيجة شعورهم بالانتصار في الحرب التي استمرَّت ثمان سنوات، وبشكل أكبر نتيجة موقفهم مِن الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي مِن المرجَّح أن توفِّر لهم قدرًا أكبر مِن مشروعية الحرب، ومقاتلين أكثر.
ويرتبط العامل الثاني بالتطورات المناخية، فقد أدَّى تدنِّي درجات الحرارة إلى حدوث صقيع، ما تسبب في إتلاف أشجار القات في كثير مِن المناطق، في وسط وشمال اليمن، وهي مناطق ذات كثافة سكَّانية عالية، وبسبب ذلك فقدت الكثير مِن الأسر المصدر الرئيس وربَّما الوحيد لدخلها، هذا الوضع سيُجبر الكثير مِن الرجال، وخاصَّة الشباب، على التوجُّه إلى أطراف الصراع والالتحاق بجبهات القتال، بحثًا عن مصدر جديد للرزق، وهو ما يعني توفير مورد بشري كبير للقتال، ما قد يجعل جولة القتال الجديدة شديدة الضراوة وذات كلفة بشرية أعلى.
إمكانية انسحاب السعودية مِن الحرب، وهو وإن كان أمرًا جيِّدًا لصالح السلام على المدى البعيد، إلَّا أنَّه قد لا يكون كذلك في المرحلة الحالية، فهو قد يؤدِّي إلى اختلال التوازن لصالح الحوثيين، وهذا يغريهم كثيرًا بانتهاج مسار الحرب أملًا في تحقيق نصر حاسم.
التوصيات لصناع السياسات:
على الأطراف الدولية المهتمة بالسلام، وخاصَّة الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوربي ومجلس الأمن الدولي، توجيه رسائل صارمة للأطراف اليمنية التي يمكن أن تعيق مسار السلام وخاصة للحوثيين.
يجب على السعودية إرسال رسالة واضحة باستمرار دعمها السياسي والمالي للسلطة الشرعية لأنَّ هذا الأمر يحافظ على مستوى معيَّن مِن التوازن الذي يمنع الانكسار باتجاه الحرب.
يعدُّ التغيير في أوضاع المواطنين المعيشية العامل الرئيس في خلق بيئة شعبية داعمة للسلام، ويجب على السعودية العمل على هذا الجانب، بما في ذلك دفع مرتَّبات الموظَّفين الحكوميين، مع التشديد على عدم ظهور الأمر على أنَّه رضوخ للحوثيين، أو تمكينهم مِن صرف الأموال المخصَّصة للرواتب بطريقتهم الخاصة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *