مركز اليمن

تحوُّلات واتِّجاه النزاع

إيجاز شهر يناير
تحوُّلات واتِّجاه النزاع
فيما كانت التطوُّرات خلال الشهور الأخيرة تؤشِّر باتِّجاه سير النزاع في اليمن نحو التراجع أو على الأقل الثبات في مستويات دنيا، وذلك نتيجة التفاهمات السعودية الحوثية التي وصلت مراحل متقدِّمة، وجهود الرياض ومسقط للتوقيع على اتِّفاق هدنة موسَّعة يضع الأطراف اليمنية في مسار تسوية سياسية مفترضة، ظهر مصدر جديد للنزاع، وهو مصدر ارتبط بالحرب التي تشُّنها إسرائيل على غزَّة؛ فقد تبنَّى الحوثيون القيام بأعمال عسكرية تهدف -بحسب خطابهم المـُعلن- إلى منع السفن المتَّجهة نحو إسرائيل، ومع تأثُّر الملاحة الدولية وإعلان عدد مِن شركات النقل البحري العالمية تغيير مسارها، دفعت الولايات المتحدة بتشكيل تحالف عسكري لحماية الملاحة البحرية أُطلق عليه “تحالف الازدهار”، وقد رفضت الدول العربية الانضمام إليه.
أدَّت محاولة سيطرة الحوثيين على سفينة تجارية إلى اشتباك مع القوَّات البحرية الأمريكية، ومقتل ما يقرب مِن عشرة أفراد مِن القوَّات التابعة للحوثيين، وهو ما أدَّى إلى تصاعد الاشتباك؛ فقد شنَّت الولايات المتَّحدة وبريطانيا ضربات صاروخية متكرِّرة على العاصمة صنعاء، وعدد مِن المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، ومعه تزايدت هجمات الحوثيين واتَّسعت أهدافهم التي يسعون للإضرار بها.
لقد وضع هذا المصدر الجديد مِن النزاع اليمن على رأس الاهتمامات الإعلامية والسياسية العالمية، ومِن المحتمل أن يكون له تداعيات على الأوضاع المعيشية والإنسانية، وحتَّى على ميزان القوَّة بين الأطراف اليمنية والإقليمية المتنازعة.
اتِّجاهات النزاع:
أخذ النزاع خلال شهر يناير ثلاث مسارات، تمثِّل أكثرها كثافة وعنفوانًا في مسار الاشتباك الحاصل في البحر الأحمر، وهو مسار طارئ وقابل للتطوُّر، وربَّما الاتساع كذلك، وبالتوازي معه استمرَّ مسار النزاع في جبهات القتال بين الحوثيين مِن جهة والمكوِّنات العسكرية المنضوية تحت مجلس القيادة الرئاسي مِن جهة أخرى. وفيما خفتت حدَّة الصراع بين المكوِّنات المنضوية تحت مجلس القيادة الرئاسي، وخاصَّة في المحافظات الجنوبية والشرقية، شهد شهر يناير تجدُّد الاشتباك في مناطق محدَّدة على الحدود اليمنية السعودية، وخلافًا للتفاهمات المعلنة بين السعودية وجماعة الحوثي.
الصراع في البحر الأحمر:
3 يناير/ الناطق الرسمي باسم القوَّات التابعة للحوثيين، يحيي سريع، يُعلن استهداف سفينة “سي. إم. إي. سي. جي. إم. تيج”، في البحر الأحمر.
4 يناير/ أدان أعضاء مجلس الأمن هجمات الحوثيين المتكرِّرة على السفن التجارية في البحر الأحمر، وأبدوا قلقهم مِن إمكانية تقويض التقدُّم المحرز في عملية السلام باليمن.
9 يناير/ التقى المبعوث الأممي، هانس جروندبرج، برئيس وفد جماعة الحوثي، محمد عبدالسلام، في العاصمة العُمانية (مسقط)، لمناقشة “خارطة الطريق الأممية”.
10 يناير/ أعلنت القوَّات التابعة للحوثيين عن استهداف سفينة أمريكية كانت متَّجهة إلى إسرائيل، بعدد كبير مِن الصواريخ البالستية والبحرية والطائرات المسيَّرة.
11 يناير/ اعتمد مجلس الأمن الدولي مشروع قرار أمريكي ياباني يُدِين بأشدِّ العبارات الهجمات التي شنَّها الحوثيون على السفن التجارية، وسفن النقل، في البحر الأحمر، ويُطالب بالوقف الفوري لها.
12 يناير/ أكَّدت الحكومة اليمنية حقَّها السيادي في تعزيز أمن وسلامة البحر الأحمر، وما يتبعه مِن استقرار للمنطقة والعالم، وأنَّ الطريق الأمثل لتحقيق ذلك هو استعادة مؤسَّسات الدولة الشرعية.
13 يناير/ أعرب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس جروندبرج، عن قلقه إزاء التطوُّرات الأخيرة المتعلِّقة باليمن، وذلك عقب الهجمات الجوية التي شنَّتها القوَّات الأمريكية والبريطانية على مواقع متفرِّقة في البلاد.
13 يناير/ دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى ضرورة الاحترام التام لقرار مجلس الأمن الدولي، رقم (2722)، بشأن الهجمات على السفن في البحر الأحمر.
13 يناير/ أعلنت القوَّات التابعة للحوثيين أنَّ الولايات المتَّحدة وبريطانيا شنَّتا (73) غارة استهدفت العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجَّة وصعدة، وأدَّت إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة ستَّة آخرين.
13 يناير/ شنَّ الطيران الحربي الأمريكي غارة على جبل جدع في مديرية اللُّحية في محافظة الحديدة الساحلية غربي اليمن.
15 يناير/ القوَّات التابعة للحوثيين تنفِّذ عملية عسكرية استهدفت سفينة أمريكية في خليج عدن، بعدد مِن الصواريخ البحرية.
16 يناير/ استهدفت قوَّات الحوثي السفينة “زوغرافيا”، التي كانت متَّجهة إلى إسرائيل، وأصابتها بشكل مباشر.
17 يناير/ القوَّات التابعة للحوثيين تُعلِن تنفيذ عملية استهداف لسفينة “جينكو بيكاردي” الأمريكية في خليج عدن.
17 يناير/ أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية تصنيف جماعة الحوثي “جماعة إرهابية عالمية، مصنَّفة بشكل خاص”، وذلك في قرار سيدخل حيِّز التنفيذ خلال (30) يومًا.
18 يناير/ الطيران الحربي الأمريكي يستهدف عددًا مِن المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي (الحديدة، تعز، ذمار، البيضاء صعدة).
19 يناير/ أعلنت القوَّات التابعة لجماعة الحوثي استهداف سفينة “كيم رينجر” الأمريكية، في خليج عدن.
19 يناير/ الطيران الحربي الأمريكي شنَّ غارتين على محافظة الحديدة.
23 يناير/ الطيران الحربي الأمريكي شنَّ عدَّة غارات على العاصمة صنعاء، وعددٍ مِن المحافظات.
24 يناير/ العاصمة السعودية (الرياض) تشهد نشاطًا مكثَّفًا للمبعوث الأممي الخاص لليمن، هانس جروندبرج، في محاولة لمنع التطوُّرات الحالية مِن التأثير على اتِّفاق أطراف الصراع على مجموعة مِن الالتزامات ستُفضي إلى خارطة طريق لتحقيق السلام.
25 يناير/ أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على أربعة مِن قيادات ميليشيا جماعة الحوثي، بينهم وزير الدفاع، وقائد قوَّاتها البحرية، وقائد الدفاع الساحلي، ومدير المشتريات.
26 يناير/ قالت شركة الملاحة البريطانية “إمبري”: إنَّ حريقًا شبَّ بسفينة تجارية نتيجة إصابتها بصاروخ قبالة السواحل اليمنية، مؤكِّدة أنَّ طاقم السفينة بخير.
27 يناير/ قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي، د. رشاد العليمي: إنَّ الضربات الأمريكية والبريطانية على أهداف لجماعة الحوثي في اليمن ليست الحلَّ، وإنَّما دعم الحكومة الشرعية للسيطرة على هذه المناطق واستعادة مؤسَّسات الدولة.
28 يناير/ مصدر عسكري في الجيش الوطني يقول بإن تحشيدات كبيرة للحوثيين وصلت خلال اليومين الماضيين إلى جبهة العلم، بين محافظتي الجوف ومارب شرق اليمن، وتشمل جنودا وآليات، فيما تبدو استعدادات حوثية للتقدم باتجاه محافظة مارب من جهة الشرق، وهي الجبهة التي حاولت التقدم فيها خلال السنوات الماضية، وفشلت

النزاع بين الأطراف اليمنية:
تميل الأطراف الرئيسة المنخرطة في النزاع باليمن إلى تحاشي الإعلان عن الاشتباكات العسكرية بين الطرفين، والخسائر الناتجة عنها، والاكتفاء بذكر أخبار مجملة، خلافًا للهجوم مِن قبل الطرف الآخر إذا ما تسبَّب في حدوث أضرار إنسانية.
1 يناير/ أصيبت طفلة برصاص قنَّاصة مِن جماعة الحوثي، غربي مديرية قعطبة شمالي محافظة الضالع.
11 يناير/ قال موقع “سبتمبر نت”، التابع لوزارة الدفاع في الحكومة الشرعية: إنَّ القوَّات التابعة للحوثيين شنَّت هجومًا بثلاث غارات مِن طيران مسيَّر على ضواحي منطقة مرخزة، شمالي غرب المحافظة.
20 يناير/ أعلن الجيش الوطني أنَّ القوَّات التابعة للحوثيين قصفت بقذائف المدفعية قُرى في منطقة مُريس شمالي محافظة الضالع.
التوتُّر على الحدود اليمنية السعودية:
14يناير/ شنَّت القوَّات السعودية قصفًا على القرى الحدودية في مديرية رازح بمحافظة صعدة.
آثار النزاع ونتائجه:
نقل الصراع في البحر الأحمر اليمن إلى قمَّة الاهتمامات الإعلامية والسياسية والأمنية الدولية، وأحدث اضطرابًا واسعًا في حركة الملاحة الدولية في باب المندب والبحر الأحمر وخليج عدن، وأسفرت المواجهات في البحر عن عدد مِن القتلى الذين لقوا حتفهم، سواء أثناء المواجهة في مياه البحر أو نتيجة الضربات الأمريكية والبريطانية على عدد مِن المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين؛ وفي مسار مواز سقط قتلى نتيجة صراع جماعة الحوثي مع الأطراف اليمنية الأخرى، ومِن جهة أخرى فاقم الاشتباك في المياه القريبة مِن السواحل اليمنية مِن المخاطر الاقتصادية، وزاد مِن ارتفاع الأسعار نتيجة ارتفاع كلفة النقل والتأمين وغيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *