شهد مسار السلام تطوُّرات متناقضة، فقد أدَّت الاشتباكات في البحر الأحمر، والضربات الصاروخية في عمق الأراضي اليمنية، إلى توقُّف مسار التسوية السياسية، وتأجيل التوقيع على الاتِّفاق الذي كان وشيكًا بين الأطراف اليمنية؛ وأكثر مِن ذلك إذ أغلق إدراج الإدارة الامريكية جماعة الحوثي في قائمة المنظَّمات الإرهابية العالمية الباب بشكل كامل أمام المساعي السعودية والعمانية، ووضع جهود السلام في اليمن أمام مسارات مجهولة.
مِن ناحية أخرى، فإنَّ الزخم الشعبي الذي اكتسبه الحوثيون يمنيًّا وعربيًّا، وربَّما دوليًّا، بفعل ربطهم بين الهجمات التي قاموا بها في البحر الأحمر وبين الحرب الدموية التي تقوم بها إسرائيل في غزَّة، قد يرفع سقف مطالبهم في المفاوضات القادمة مع السلطة الشرعية، وربَّما مع السعودية أيضًا. وقد يشكِّل هذا الأمر تحدِّيًّا لجهود السلام بعد توقُّف الهجمات المتبادلة في البحر الأحمر والأراضي اليمنية.
بموازاة ذلك، كثَّف المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس جروندبرج، مِن نشاطه، خلال شهر يناير، فعقد عددًا مِن اللقاءات في مسقط والرياض، وأصدر تحذيرات بخصوص ضرورة الحفاظ على ما تمَّ التوصُّل إليه مِن تفاهمات بين الأطراف المنخرطة في الصراع.
4 يناير/ قال مسئول ملفِّ الأسرى الحوثيين، عبدالقادر المرتضى: إنَّه لا يوجد لدى جماعته مانع مِن حضور أيِّ جولة مفاوضات على ملفِّ الأسرى إذا حصلوا على ضمانات مِن الأمم المتَّحدة بتنفيذ الاتِّفاقيات السابقة.
9 يناير/ التقى المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس جروندبرج، في العاصمة العُمانية (مسقط)، بشكل منفرد، كلًّا مِن: رئيس وفد جماعة الحوثي المفاوض، محمد عبدالسلام، ومجموعة مِن كبار المسئولين العُمانيين.
16 يناير/ أفاد عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي، محمَّد البخيتي، في مقابلة مع قناة الميادين، أنَّ جماعته تلقَّت عرضًا أمريكيًّا يتضمَّن اعترافًا رسميًّا بحكومة الحوثي في صنعاء بشرط وقف العمليَّات ضدَّ إسرائيل.
18 يناير/ قالت صحيفة “وول ستريت جورنال”: إنَّ الإدارة الأمريكية تواصل مساومة الحوثيين بشأن التراجع عن قرار تصنيفهم في قائمة الإرهاب مقابل وقف الهجمات في البحرين الأحمر والعربي.
19 يناير/ قال رئيس وفد جماعة الحوثي المفاوض، محمد عبدالسلام، في حوار مع وكالة “رويترز”: إنَّ جماعته على تواصل إيجابي مع الأشقَّاء في السعودية، والهدنة دائمة ومستمرَّة، وأنهم يواصلون الجهود في هذا الاتجاه.